الأربعاء، 10 فبراير 2010

قصيدة المرؤ القيس وكاف وكفكاف وكفي بكفها *** وكاف كفوف الودق من كفها انهمل






لمن طلل بين الجدية والجبل *** محل قديم العهد طالت به الطيل



عفا غير مرتاد ومر كسرحب *** ومنخفض طام تنكر واضمحل



وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت *** على غير سكان ومن سكن ارتحل



تنطح بالاطلال منه مجلجل *** أحم إذا احمومت سحائبه انسجل



بريح وبرق لاح بين سحائب *** ورعد إذا ما هب هاتفه هطل



فانبت فيه من غشنض وغشنض *** ورونق رند والصلندد والأسل



وفيه القطا والبوم وابن حبوكل *** وطير القطاط والبلندد والحجل



وعنثلة والخيثوان وبرسل *** وفرخ فريق والرفلة والرفل



وفيل واذياب وابن خويدر *** وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل



وهام وهمهام وطالع انجد *** ومنحبك الروقين في سيره ميل



فلما عرفت الدار بعد توهمي *** تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل



فقلت لها يادار سلمى وما الذي *** تمتعت لا بدلت يادار بالبدل



لقد طال ما اضحيت قفرا ومالفا *** ومنتظرا للحي من حل او رحل



ومأوى لأبكار حسان اوانس *** ورب فتى كالليث مشتهرا بطل



لقد كنت اسبي الغيد أمرد نا شئا *** ويسبينني منهن بالدل والمقل



ليالي أسبي الغانيات بجمة *** معثكلة سوداء زينها رجل



كأن قطير البان في عنكاتها *** على منثنى والمنكبين عطى رطل



تعلق قلبي طفلة عربية *** تنعم في الديباج والحلي والحلل



لها مقلة لو انها نظرت بها *** إلى راهب قد صام لله وابتهل



لأصبح مفتونا معنى بحبها *** كأن لم يصم لله يوما ولم يصل



ألا رب يوم قد لهوت بدلها *** إذا ما أبوها ليلة غاب أو غفل



فقالت لأتراب لها قد رميته *** فكيف به إن مات أو كيف يحتبل



أيخفى لنا إن كان في الليل دفنه *** فقلت وهل يخفى الهلال إذا أفل؟



قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي *** تدانت له الأشعار طرا فيا لعل



لمه تقتلي المشهور والفارس الذي *** يفلق هامات الرجال بلا وجل



ألا يا بني كندة اقتلوا بابن عمكم *** وإلا فما انتم قبيل ولا خول



قتيل بوادي الحب من غير قاتل *** ولا ميت يعزى هناك ولا زمل



قتلك التي هام الفؤاد بحبها *** مهفهفة بيضاء درية القبل



ولي ولها في الناس قول وسمعة *** ولي ولها في كل ناحية مثل



كأن على أسنانها بعد هجعة *** سفرجل أو تفاح في القند والعسل



رداح صموت الحجل تمشي تبخترا *** وصراخة الحجلين يصرخن في زجل



غموض عضوض الحجل لو أنها مشت *** به عند باب السبسبيين لانفصل



فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهي ***منى لي من الدنيا من الناس بالجمل



ألا لآ لا إلا ليء لا بث *** ولا لآ لا إلا لآليء من رحــــــــــــــــــــل



فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم *** قطعت الفيافي والمهامة لم أمل



وكاف وكفكاف وكفي بكفها *** وكاف كفوف الودق من كفها انهمل



فلو لو ثم لو لو ولو ولو *** دنا دار سلمى كنت اول من وصل



وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن *** أسائل عنها كل من سار وارتحل



وفي في وفي في ثم في في وفي وفي *** وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل



وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل *** وسل دار سلمى والربوع فكم أسل



وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل *** على حاجبي سلمى يزين مع المقل



حجازية العينين مكية الحشى *** عراقية الأطراف رومية الكفل



تهامية الأبدان عبسية اللمى *** خزاعية الأسنان درية القبل



وقلت لها أي القبائل تنسبي *** لعلي بين الناس في الشعر كي أسل



فقالت أنا كندية عربية *** فقلت لها حاشا وكلا وهل وبل



فقالت أنا رومية عجمية *** فقلت لها ( ورخيز بياخوش ) من قزل



فلما تلاقينا وجدت بنانها *** مخضبة تحكي الشواعل بالشعل



ولا عبتها الشطرنج خيلي ترادفت *** ورخي عليها دار بالشاه بالعجل



فقالت وما هذا شطارة لاعب *** ولكن قتل الشاه بالفيل هو الأجل



فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا *** من اثنين في تسع بسرع فلم امل



وقد كان لعبي كل دست بقبلة *** أقبل ثغرا كالهلال إذا أهل



فقبلتها تسعا وتسعين قبلة *** وواحدة أيضا وكنت على عجل



وعانقتها حتى تقطع عقدها *** وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل



كأن فصوص الطوق لما تناثرت *** ضياء مصابيح تطايرن عن شعل



وآخر قولي مثل ما قلت أولا *** لمن طلل بين الجدية والجبل





أمرؤ القيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق